بقلب أبيض زي القطن.. «عبده» أصغر منجد بالمنيا يحكي عن أيام الشقا (فيديو وصور)
منذ أيام قليلة أكمل نظمي مخلوف نظمي الشهير بـ«عبده» 16 عاما، لكنه لم يحتفل بعيد ميلاده، لانشغاله في العمل بجانب والده، يداه لا تكف عن الحركة، وعيناه مثبتتان على "المغرز" وهو يخيط به مرتبة محشوة بالقطن.
مهنة تصيب من يعمل فيها بالتعب والإرهاق الشديد وتحتاج إلى عضلات وتركيز شديد، إلا أن المنجد الصغير يشعر بالمتعة وهو يمارسها، ويقول إنها تمنحه القوة المطلوبة، وتصنع منه رجلا قادرا على التحمل.
يخصص عبده يومي الإجازة الجمعة والسبت، للعمل مع والده منذ الصباح الباكر وحتى التاسعة مساء، وإذا احتاج إليه في بقية الأسبوع، فإنه يواصل معه العمل بعد الخروج من المدرسة.
المهنة التي عرفها الشارع منذ عشرات السنين، وتعتبر من أقدم المهن في مصر، باتت تواجه الإندثار، في ظل انتشار المراتب الحديثة والفايبر، لكن عبده ووالده، لا يزالان متمسكان بها، في الوقت الذي يساعدهما الإتقان في الصنعة من الوصول إلى مختلف الزبائن حتى من خارج المدينة.
يفتخر عبده، بما يصنعه بيديه، ويطلب من المواطنين عدم تصديق إعلانات التلفزيون عن المراتب الجاهزة، مؤكدًا أن المراتب القطن صحية ومريحة وأفضل من الحديثة، كما أن أسعارها في متناول الجميع حيث لا يزيد سعر المرتبة المتوسطة عن 1200 جنيه، بينما يقفز السعر على حسب نوع القطن.
وأكد عبده، أنه سيواصل تعليمه، حتى يحصل على شهادة، ومع ذلك لن يترك تلك المهنة أبدا، لأنه يحبها من كل قلبه.