أم الرجالة.. «عزة» حملت ولديها في بطنها 9 أشهر وعلى ظهرها 20 عاما
لم تستسلم لظروفها أبدًا، وبرغم أنها لم تتعد عامها ال ٤٣، لكن كان لديها إصرار وعزيمة لأداء رسالتها على أكمل وجه، واستطاعت أن تضرب مثالًا ولا أروع الأمثلة في عاطفة الأمومة.
بدأت الحكاية في قرية دنديط، التابعة لمركز ومدينة ميت غمر في محافظة الدقهلية، تعيش "عزة" معاناة ومحنة قاسية مع نجليها التوأم، المعاقين إعاقة كاملة، والذين يبلغ عمرهما 20 عاما، حيث يحتاجان من يخدمهما؛ لتلبية جميع احتياجاتهما اليومية، حتى أصحبت تعاني من إصابتها في النخاع الشوكي، والفتاق السري، وذلك نتيجة لحملها المستمر لطفليها يوميا.
واجهت عزة أيام عصيبة في خلال رحلتها للبحث عن علاج لأبنائها، فيما فشلت جميع محاولات الأطباء، رغم أنها ذهبت إلى كثير منهم ولكن العلاج لا يأتي بأي نتيجة، حيث يعانيان من إعاقة كاملة باليدين والساقين، ولا يتمكن أي منهما من الاعتماد على نفسه، ويحتاجان إلى من يساعدهما، لتكون والدتهما هي نبع الحياة لهما.
وتوجه "مستقبل وطن نيوز" إلى قرية دنديط لمقابلة "أم الرجالة"، كما لقبها أهالي القرية نظرا لتضحياتها من أجل أولادها، وتحمل مسئوليتهما لهذا السن، فهي امرأة بألف رجل تحملت وتكبدت العناء من أجل أبنائها الذين ليس لديهم لها بديل، فهي كل من لهم بعد الله سبحانه وتعالى.
بدأت الأم حديثها بشرح حالة أولادها حيث يعانيان من الإعاقة الكاملة، وتقوم بخدمتهما كل يوم وحملهما على ظهرها للذهاب إلى الطبيب، وقضاء احتياجاتهم اليومية كالأطفال، وبعد ذلك تحملهم لمشاهدة التلفزيون، وبعد انتهاء اليوم تقوم بحملهم مرة أخرى لمساعدتهم في النوم، وهكذا الأمر منذ 20 عامًا إلى أن أصبحت تعاني من النخاع الشوكي، فضلا عن إجرائها لجراحة الفتاق السري مرتين متتاليتين، وطالبها الطبيب بعدم حمل أي شيء، ولكن ذلك مستحيل فليس لديهم من يخدمهم غيرها.
حبست عزة دموعها بصعوبة قبل مواصلة سرد محنتها، مبرزة أن كل ما تحتاجه شقة دور أرضي حتى يستطيع أولادها أن يروا الناس، بدلا من أن تقوم بحملهم يوميا للدور الثالث لعدم حبسهم المستمر في المنزل، وأتمنى مساعدتهم لتوفير مستلزماتهم اليومية فضلا عن كرسي متحرك يساعدهم أيضا في الحركة.
قالت عزة: "قررت أن أعيش في طنطا من أجل علاجهم الذي كان يحتاج لمبلغ 10 آلاف جنيه لكل فرد منهم، فقمت ببيع عفش بيتى وكل شىء واستلفت من جميع أقاربي لإجراء عمليتين لهما، ولكن لم يكتب لها النجاح وظل الوضع كما هو، وعدت مرة أخرى الى بلدى في ميت غمر، حيث ان زوجي رجل كبير في السن وأصيب هو الآخر بالفتاق السري من كثرة حمل أبنائه يوميا، ونعيش على المساعدات ومعاش الإعاقة للولدين الذى لا يكفي شيئا".
وأخيرا تمنى الولدان المريضان محمد وأحمد، من الله أن يرزقهما لأداء عمرة وزيارة للبيت الحرام؛ شكرا له على أن رزقهم بأب وأم مثل والديهما لم يتركاهما للزمن أو يتخلى عنهما، وأن يخف العبء عن والديهما.