في ذكرى ميلاده.. صلاح أبو سيف يُعلم نجيب محفوظ كتابة السيناريو (2-5)
“السينما دخلت حياتي من الخارج. لم أكن أعرف عنها شيئاً. نعم. كنت أحب أن أشاهد الأفلام. كل ما كنت أعرفه أن هذا الفيلم لرودلف فاللنتينو أو لماري بيكفورد… إلخ. لم أكن أعرف أن هنالك كاتب سيناريو أو غيره".
ويواصل نجيب محفوظ حديثه، خلال أحد الحوارات الصحفية مع الكاتب جمال الغيطاني، والمنشورة في عدد قديم من جريدة الأخبار المصرية: "وفي سنة 1947 قال لي صديقي فؤاد نويرة: صلاح أبو سيف المخرج عايز يقابلك. وفي ذاك الصيف، قابلنا صلاح أبو سيف في شركة تلحمي للسينما"، وذلك ضمن الحلقة الثانية التي يقدمها موقع "مستقبل وطن نيوز" في ذكرى ميلاد نجيب محفوظ.
ويضيف: "هنالك قال لي أبو سيف: في الواقع أنا قرأت عبث الأقدار وتبيّنت فيها أنك من الممكن أن تكون كاتب سيناريو جيّداً. أنا لديّ قصة “عنتر وعبلة". قلت: "ليست لديّ فكرة عن الموضوع. فقال: معلهش، ستعرف السيناريو. وفؤاد شجعني على قبول العرض".
ويتابع: “ثم بدأ أبو سيف يطلب مني أمراً بعد آخر. مثلاً يقول لي موضوع عنتر وعبلة كذا كذا. فأكتب له عشر صفحات للقصة، وأذهب لتسليمها وأنا أظن أن مهمتي انتهت. فيقرأها على أصحاب الشركة فيوافقون.
ويواصل الأستاذ نجيب محفوظ وفق رواية جمال الغيطاني: وإذا به يقول لي: نحن لم نبدأ بعد! إن هذه فكرة الموضوع ونريد تحويلها إلى سيناريو!
وقال أيضاً: تخيّل الفيلم، وأي نقطة سنبدأ بها؟ وبدأ يشرح لي الموضوع وأنا أطبّق ذلك عملياً بعد المعالجة.
علّمني تقسيم المناظر. وبعد أن قرأ نتيجة عملي أهدى لي كتباً في فن السيناريو واشتريت أنا بعض الكتب الأخرى. وفي النهاية لقد تعلمت السيناريو على يد صلاح أبو سيف".