صناع الفيلم السعودي «حد الطار» يكشفون لـ مستقبل وطن نيوز كواليس العمل ومشاركتهم في مهرجان القاهرة
حقق الفيلم السعودي "حد الطار" الذي يشارك في مسابقة آفاق السينما العربية ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في دورته 42، المقامة بدار الأوبرا، ردود فعل إيجابية عقب عرضه في المهرجان، لتمثيله الصعوبات التي كانت تحدث في المملكة العربية السعودية بفترة التسعينيات، بجانب المواهب التمثيلية التي تشارك فيه، والصورة الجيدة التي تميز بها مخرج العمل.
وحرص "مستقبل وطن نيوز" على محاورة صناع الفيلم السعودي "حد الطار" والذي تدور أحداثه حول "ابن السياف" الذي يقع في حب ابنة مغنية أفراح شعبية، في نهاية التسعينيات، وفي مفارقة اجتماعية مبنية على بيع الفرح وشراء الموت، لمعرفة منهم تفاصيل العمل، بجانب الحديث عن الانفتاح الذي دخل في الفترة الأخيرة على المملكة.
فيصل الدوخي: مشاركتي بـ"القاهرة السينمائي" فخر وشرف.. والشعب السعودي سعيد بالانفتاح
بدايةً عبر الفنان السعودي فيصل الدوخي، عن سعادته الشديدة بمشاركة فيلمه "حد الطار" في مسابقة آفاق السينما العربية، بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مشيرًا إلى أن المشاركات الخارجية بالمهرجانات تعني له الكثير؛ لأنها تضيف له الكثير من الخبرات؛ ولكن مهرجان القاهرة السينمائي له وضع آخر؛ لأنه عريق جدًا والكل يعرف أهميته وتاريخه وله اسمه في العالم كله.
وأضاف "الدوخي" في تصريحاته أن مشاركته في المهرجان فخر وشرف كبير، وأنه سعيد لمجرد دخوله للمهرجان، وباختيار فيلمه للعرض بحفل افتتاح مسابقة آفاق السينما العربية، لافتًا إلى أنه في البداية كان خائفًا كثيرًا، ولكن بعد أن شاهد ردود الأفعال الإيجابية ارتاح كثيرًا وتلقى عدد من المعلومات التي تفيده بعد ذلك.
وعن اختيارهم لاسم "حد الطار" والملابسات التي أتت بسبب تشابه كلمة "الطار" مع "الثأر" أوضح أن هذه الكلمة في السعودية تعني "الدف" وكلمة "حد" تشير إلى حد السيف.
وأشار فيصل الدوخي، إلى أن السينما السعودية في الفترة الأخيرة تتصاعد للأفضل وبشكل إيجابي، والتغيير الذي يحدث في المملكة واضح للجميع، وبالنسبة للصناعة فهو يؤثر جدًا بها، وكل الفنانين سعداء بهذا الانفتاح لاستطاعتهم إخراج مواهبهم.
وأكد على أنه ليس هناك أي اعتراض من الشعب السعودي على الانفتاح الذي يحدث، مشيرًا إلى أن البلد بطبيعتها منفتحة تمامًا، والشعب كذلك، وبدعم من الملك سلمان، كل شئ ينفتح أكثر وأكثر، موضحًا بأن السينما في المملكة العربية السعودية وضعها منذ عام 2016 حتى 2018 غير اليوم، فكل سنة يطرأ عليها تغييرات جديدة، وكأفراد عاملين في السينما يعملون على تطويرها والاستمرار في ذلك".
آضوة فهد: مهرجان القاهرة بالنسبة لي "كان"
ومن جانبها قالت بطلة فيلم "حد الطار" الفنانة السعودية آضوة فهد، والتي تجسد دور ابنة مغنية أفراح شعبية تقع في حب "سياف"، إن المهرجان بالنسبة لها ليس أهم مهرجان عربي فقط بل وعالمي أيضًا، موضحة: "أنا لا يهمني أن أصل إلى مهرجان كان.. فأنا أشعر بأنني وصلت إلى أفضل مكان بالعالم.. فمهرجان القاهرة بالنسبة لي هو كان العرب، وفخورة بسبب وصول أول فيلم طويل لي إلى المهرجان.. وبالنسبة لي آرى أنني قطعت نصف مشواري في تحقيق حلمي".
وعن تفاصيل الفيلم ومناقشته للعادات والتقاليد الصعبة التي كانت تسيطر على المجتمع السعودي، اشار آضوى إلى أن السعودية يوجد بعض عوائل متشددة جدًا بعاداتها وتقاليدها القديمة، ولكن حاليًا الأمر أخف بسبب الإنفتاح المتواجد في البلد، والفيلم يتحدث عن فترة كانت منذ 20 سنة تقريبًا، وفي هذا التوقيت كنت إذا طلبت من أهلي أن أدخل مجال التمثيل كانوا سيحرموني من الخروج من المنزل نهائيًا، وهذا يعني أننا الأن غير هذه الفترة.
وعبرت آضوى عن سعادتها الكبير من الانفتاح الذي حدث في المملكة على مدار السنوات الماضية، خصوصًا وان هناك بعض الأمور التي تعد حقوق طبيعية للمرأة لم نكن نأخذها، على الرغم من أنها لا تعد جزءً من انغلاق مجتمع، أو عادات دينية، والمقاومة التي تحدث الآن ضد الانفتاح هي مقاومة ضد العادات والتقاليد لا تمت الدين بصلة، لافتة إلى أن الدين لم يحرم قيادة السيارات للمرأة، ولم يحرم أن تكون للمرأة حقوق على أطفالها.
وتابعت: "الدين ما بيقول إن المرأة ليس لها أي حقوق إلا عن طريق الرجل، بالعكس فالدين كرم المرأة أكثر من الرجل.. ربنا ميز كل واحد بقدرات عن التاني".
وفيما يخص الصعوبات التي يواجهها الفنانات السعوديات، لفتت إلى أنهن يواجهن مشاكل مع المجتمع ونظرته لهن، حتى مع أهلهن بسبب رفضهم لدخولهم مثل هذا المجال للخوف من كلام الناس، متابعة: "أبي كان يراني في بداية الأمر شخصية متهورة والإبنة المتمردة في حياته، ولكنه الآن فخور بي ويشجعني على متابعة مشواري وحلمي".
وأنهت آضوة فهد بطلة فيلم "حد الطار" حديثها قائلة: "نفسي أمثل في مصر مع فنانين كثر من بينهم: خالد سليم، وهاني عادل، ومنى زكي، ويسرا، وسوسن بدر، وغادة عادل، وغادة عبد الرازق".
عبدالعزيز الشلاحي: أتمنى أن يحصل "حد الطار" على جائزة لأننا واجهنا الكثير من التحديات لظهوره
أما مخرج فيلم "حد الطار" عبد العزيز الشلاحي فقال: "مشاركة فيلم حد الطار في المهرجان أعتبره بمثابة تكريم لصناع الفيلم كله خاصًة في هذه الدورة الإستثنائية، والتي وجدنا بها عدد الأفلام محدود مقارنة بالدورات السابقة، وسعدنا عندما سمعنا باختيار الفيلم للمشاركة في مسابقة آفاق السينما العربية، وكانت الفرحة أكبر عندما علمنا بأنه سيفتتح المسابقة".
وأضاف: "نتمنى أن يحصل الفيلم على جائزة من خلال المسابقة لأن الجائزة مهمة جدًا وتعني كثير للمسيرة الفنية، ولكن على المستوى الشخصي، مشاركة الفيلم بالمسابقة ويفتتح المسابقة يعتبر إنجاز وتكريم ويعتبر تقديم أيضًا من إدارة المهرجان والمسابقة".
وأنهى مخرج "حد الطار" حديثه عن الصعوبات التي واجهته أثناء التصوير، وقال: "كنا نصور في شهر يوليو أي بالصيف وهذا أكثر ما أرهقني في العمل وذلك لأننا معنا ممثلين كثيرين وتوجد الكثير من المشاهد الخارجية وعددها كبير ومشاهد بها مجاميع وكومبارس والفيلم به زواجات والعمل كان إنتاجه ضخم، واختياره بهذه الفترة وتصويره في الصيف بمثابة تحدي لكن فريق العمل رائع واستطاع أن يتكيف على هذا الأمر".