تاريخ طويل من النجاح.. مهرجان القاهرة السينمائي فكرة مصرية نبعت في ألمانيا
ينطلق مساء اليوم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في دورته الـ 42، والتي تقام في الفترة من 2 إلى 10 ديسمبر المقبل، تحت رئاسة المنتج السينمائي محمد حفظي، والذي أكد أن هذه الدورة ستكون استثنائية في كل شئ بالنسبة للمهرجان.
ويعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي مر على تاريخه 42 عامًا، من أعرق وأكبر المهرجانات السينمائية في العالم، ليأتي السؤال هنا كيف بدأ مهرجان القاهرة السينمائي؟ ومن صاحب الفكرة؟ وما هي الأزمات التي مر بها؟ ومن هم رؤساؤه؟ هو ما سنعرفه خلال السطور التالية:
في البداية مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، يعتبر واحدًا من أهم 11 مهرجان على مستوى العالم، يقام كل سنة في محافظة القاهرة، ويحضره عدد كبير من النجوم في العالم كله.
بدأ مهرجان القاهرة السينمائى الدولي فعالياته في 16 أغسطس عام 1976، بعد حرب أكتوبر بثلاث سنوات، على أيدى أعضاء الجمعية المصرية للكتاب والنقاد السينمائيين، برئاسة الصحفي والناقد كمال الملاخ، بعد بذله جهد كبير لتنظيم هذا المهرجان، ليكون أول مهرجان سينمائي دولي يقام في العالم العربي.
الفكرة
في عام 1975 نظمت مدينة برلين عاصمة ألمانيا، مهرجانًا سينمائيًا كبيرًا، حضره الكثير من الفنانين والصحفيين والنقاد من كل دول العالم، وكان كمال الملاخ، رئيس الجمعية المصرية للكتاب والنقاد السينمائيين، واحدًا ممن حضروا هذا المهرجان، وأعجب كثيرًا بفكرته، وظل يفكر كثيرًا لماذا لا يوجد لدينا مهرجانًا فنيًا مثل هذا؟
ظلت الفكرة تدور بالـ «الملاخ» حتى قرأ في إحدى المجلات الأمريكية، أن إسرائيل تستعد من أجل إقامة مهرجان سينمائي، فوجد كمال، أن «مصر» أولى من الكيان الصهيوني بإقامة مثل هذا الصرح العظيم، فقرر أن يعقد اجتماعًا للجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، ليعرض عليهم الموضوع، ونال موافقة كل الأعضاء، وقد كان مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
كيف كانت الدورة الأولى؟
بذل «الملاخ» في الدورة الأولى جهدًا كبيرًا لينظم حدثًا كبيرًا يستطيع من خلاله أن يثبت بأن مصر قادرة على تنظيم وقيام أي مهرجانات عالمية، وبالفعل نجح المهرجان وظل يتردد صداه في الصحف والمجلات لفترة طويلة، وكانت الأعمال المشاركة في الدورة الأولى تُعرض في فندق الشيراتون صباحًا، وفندق هيلتون مساءً، وكانت العروض العامة في قصر النيل، وتم عرض مجموعة مختارة من الأفلام في نادي الجزيرة الرياضي على ملعب التنس الرئيسي بسعة 4 آلاف شخص.
وحضر الافتتاح عدد كبير من الفنانين من بينهم نور الشريف، وسعاد حسني، وكمال الشناوي، ونادية لطفي، وسمير صبري، وحسين فهمي، ونبيلة عبيد، ورئيس الوزراء في هذا الوقت ممدوح سالم، بجانب الفنانة العالمية كلوديا كاردينال.
وأحيا الحفل غنائيًا العندليب عبد الحليم حافظ، وشادية، وسمير الإسكندراني، وكان مشاركًا في الجوائز ولجنة التحكيم المخرج الراحل شادي عبد السلام، والأديب القدير يوسف السباعي، ونجح «الملاخ» في إدارته للمهرجان لمدة 7 سنوات، تحديدًا حتى عام 1983.
ماذا حدث بعد ذلك؟
في عام 1984، تولى المخرج كمال الشيخ مسئولية المهرجان، لمدة سنة واحدة، ولكنه لم يقدم أي جديد، ولذلك لم يُذكر كثيرًا بين ممن تولوا الرئاسة، وفي عام 1985، قررت وزارة الثقافة، إقامة لجنة مشتركة من أجل الإشراف على المهرجان، وأولوا مسئولية المهرجان إلى الأديب القدير سعد الدين وهبة، الذي استطاع أن يجعل المهرجان له صيطًا كبيرًا في العالم.
وفي الدورة الـ 12، التي كانت تحت مسئولية «وهبة»، عُرض 234 فيلم من 60 دولة مختلفة، وقاموا بالاحتفال بالكاتب القدير نجيب محفوظ، على حصوله على جائزة نوبل في الأدب.
وفي الـ 14 قلت عدد الأفلام قليلًا ووصلت إلى 150 فيلمًا من 60 دولة، ولكن المهرجان حقق نجاحًا كبيرًا، حتى جاء قرار من الاتحاد الدولي للمنتجين العالميين، في الدورة الـ15 بأن يحولوا المهرجان من حفل يعرض به الأفلام، إلى مهرجان عالمي يقدم جوائز تحت شعاره كما يحدث الآن.
وكانت فترة رئاسة «وهبة» مليئة بالإنجازات التي حققها المهرجان، فوصل المهرجان إلى أن يكون واحدًا من أهم المهرجانات الفنية في العالم، ووصل ترتيبه الثاني بعد مهرجان لندن السينمائي، ويليه في المركز الثالث مهرجان ستوكهولم.
الأزمة
توفي سعد الدين وهبة في عام 1997، تاركًا وراءه أزمة كبيرة جدًا في المهرجان، أمام وزير الثقافة في هذا الوقت فاروق حسني، وكل مسئولي المهرجان. وظلوا لمدة 4 أشهر في بحث دائم عن تولي شخص مسئولية رئاسة المهرجان، ولكنهم لم يستطيعوا الوصول إلى أي شخص مناسب، وخرج الاتحاد الدولي لمنتجي الأفلام، المسئول عن تنظيم المهرجانات السينمائية على مستوى العالم، وهدد مصر بإلغاءه وإزالة مهرجان القاهرة السينمائي نهائيًا من قائمتهم.
كيف حل وزير الثقافة المشكلة؟
استطاع «حسني» تجاوز الأزمة بعد ذلك باختيار الفنان حسين فهمي، الذي استمر في رئاسته للمهرجان لمدة 4 سنوات، منذ عام 1998 إلى عام 2001، وجاء بعده شريف الشوباشي، من 2002 إلى 2005.
وبعد ذلك جاء الفنان الراحل عزت أبو عوف، ليتولى رئاسة المهرجان 2006 إلى 2010، واستطاع أن يحقق نجاحًا كبيرًا خلال فترته، مضيفًا بصمته به، وتولى بعده الناقد السينمائي أمير العمري، والذي لم يتولَ الرئاسة سوى شهر واحد فقط، ليعود بعد ذلك «أبو عوف» ويكمل مدته حتى عام 2012.
وفي 2013 تولى رئاسة المهرجان المؤرخ والناقد السينمائي سمير فريد، لمدة سنة واحدة، ليأتي بعده الدكتورة ماجدة واصف الناقدة السينمائية، والتي تولت منذ عام 2015 حتى 2017، وفي هذه السنة كانت الفنانة يسرا الرئيسة الشرفية للمهرجان، ليأتي في 2018 وهو المنتج محمد حفظي كرئيسًا للمهرجان، والذي يستمر حتى هذا العام 2020 في رئاسة المهرجان محققًا الكثير من الإنجازات والنجاحات في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.