حميد الشاعري.. ألبوم فاشل بداية رحلة إنقاذ صناعة المزيكا في مصر واكتشاف جيل التسعينيات
حميد الشاعري.. جاء من ليبيا إلى القاهرة مع بداية الثمانينات، باحثًا عن حلمين الأول استكماله دراسة الطيران، والثاني الغناء والموسيقى، في فترة مثلت للكثيرين شهادة وفاة زمن الفن الجميل، بعد رحيل عظمائه أمثال أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، واعتزال بعضهم، وسيطرة الموسيقار القدير بليغ حمدي على الموسيقى والألحان واكتشاف النجوم، وظهور فرق مصرية مثل "المصريين" بقيادة هاني شنودة، وجيل السبعينات.
قرر "الشاعر" البحث عن حلمه الثاني مع شركة "سونار" بإطلاق ألبومه الأول "عيونها 1983"، ولكه فشله كان كبيرًا جدًا، حتى أنه قرر وقتها التركيز على دراسة الطيران والابتعاد عن الفن، إلا أن الشركة المنتجة وأصدقاءه أصروا على أن يأخذ فرصة ثانية.
لم يستسلم حميد، وأصر على النجاح، وقرر أن يتيح لنفسه فرصة ثانية، من خلال تقديمه ألبوم ثاني تحت عنوان "رحيل 1984"، وهو ألبوم مثل له طوق النجاة الذي أخذ بيده من بحر ظلمات فشل ألبومه الأول، وجعل له اسمًا كبيرًا عند الجمهور المصري والعربي؛ بتحقيقه نجاحًا كبيرًا، ليتابع بعدها مشواره الفني الكبير من غناء وتلحين وتأليف وتمثيل، مغيرًا شكل الموسيقى في فترة الثمانينات والتسعينات.
وشهد مشوار حميد الشاعري المليئ بالنجاحات وكذلك الإخفافات مثل تعرضه للإيقاف عام 1991 لمدة 4 سنوات؛ بسبب 16 جنيهًا نسي دفعهم كتجديد اشتراك في نقابة المهن الموسيقية، صناعة النجوم وتقديم المواهب الجديدة، وهو الأمر الذي يهواه "الكابو" دائمًا، وعلى الرغم من كونه أمر ليس سهلا ومسؤولية كبيرة مع جمهوره؛ إلا أنه دائمًا ما يكون موفقًا فيه.
وكل من دخل في طريق حميد الشاعري، أصبح له الآن اسمًا كبيرًا، ونجمًا من نجوم الغناء، حتى وصل الأمر إلى بحث الكثير من الفنانين الصاعدين عنه لتقديمهم لاكتشافهم وتقديمهم على الساحة، وكأنه يمتلك العصا السحرية التي يقدم بها موهبة هؤلاء الفنانين إلى الجمهور.
هشام عباس .. جلجلي
بدأ حميد اكتشافاته للفنانين الصاعدين مع الفنان هشام عباس من خلال أغنية "جلجلي" التي قدمها في ألبوم "شارة"، ثم أغنية "الله يسلم حالك"، ليحقق من خلالهما هشام نجاحًا كبيرًا ويبدأ في رسم مسيرته الفنية حتى أصبح واحد من أهم جيل التسعينيات.
إيهاب توفيق.. إكمني
اكتشف "الكاب" الفنان إيهاب توفيق وقدمه لأول مرة من خلال ألبوم "اكمني" الذي طرح في عام 1991، ثم في ألبوم "مراسيل" 1992.
مصطفى قمر.. وصاف
في نفس الوقت الذي كان يساند فيه "الشاعري" إيهاب توفيق، كان معه الفنان مصطفى قمر، والذي قدمه لأول مرة من خلال ألبوم "وصاف" 1991، وبعدها ألبومين "لياليكي"، و"سكة العاشقين".
فارس.. هكتبلك
كان الفنان المعتزل فارس أحد مكتشفي حميد الشاعري أيضًا، فقدمه من خلال ألبومات: "هكتبك"، "انتي"، "سحرك".
ولم يكن هؤلاء فقط، فاكتشف أيضًا "الكابو" كل من الفنانين: سيمون، وعلاء عبد الخالق، وعلى حميدة صاحب الأغنية الشهيرة "لولاكي"، ومنى عبد الغني، والمطربة أميرة وحنان، وغيرهم من الأسماء التي كون من خلالها جيلًا كبيرًا وهو جيل التسعينيات، والذي سيطر من خلالهم على صناعة الكاسيت في مصر.
عمرو دياب ومحمد منير في طريق الكابو
مثل حميد الشاعري، تيمة الحظ بالنسبة للكثير من الفنانين الصاعدين في فترة التسعينيات، ومن بينهم الهضبة عمرو دياب، والكينج محمد منير، فبعد نجاح ألبوم "وياكي" لعلاء عبد الخالق، الذي قدمه حميد الشاعري تقابل الهضبة عمرو دياب و"الكابو"، في الأردن بالصدفة بأحد البرامج، صدفة نتج عنها الكثير من الأعمال المهمة جعلت عمرو دياب على القمة، بدايةً من ألبوم "ميال" 1988، مرورًا بألبوم "شوقنا" 1989، ثم ألبومات "متخافيش" 1990، و"أيامنا" 1992، و"ويلوموني" 1994، حتى ألبوم "نور العين" 1996، والذي استطاع من خلال "الهضبة" الحصول على جائزة الميوزك أوورد، وتحقيقه مرحلة الانتشار العالمي.
وفي النهاية نستطيع أن نقول بأن الفنان حميد الشاعري "الكابو" بمثابة جواز السفر للكثير من الفنانين لدخولهم عالم الفن والغناء حتى الآن، وأصبح حلمًا من أحلام الشباب في هذه فترة التسعينيات أو الآن لتقديم عمل غنائي يحمل توقيعه، وكان سببًا في أن تجني شركات الإنتاج المختلفة الملايين من وراءه، وإعادة إحياء شركات الكاسيت في مصر من جديد.