طالب جامعي يتحدى البطالة بـ«عربة مأكولات» من أمام سور جامعة المنصورة
من أمام القرية الأوليمبية بشارع جيهان في مدينة المنصورة يقف الشاب العشريني، ذو الوجه البشوش، والذي أنهى المرحلة العلمية ببكالوريوس تجارة جامعة المنصورة بتقدير عام جيد جدًا، ولم يقف مكتوف الأيدي في انتظار فرصة عمل، ويردد عبارات من اليأس والفشل والتي هي لسان حال الكثير من الشباب الذي لا يعرف قيمة الوقت، بل سعى نحو بذل المجهود اللازم لكي ينجح بمشروعه الصغير بعربة مأكولات، مؤكدًا شعار «الشغل مش عيب، والطموح ليس له حدود».
والتقى "مستقبل وطن نيوز" بالشاب "وليد عبد الحافظ"، والذي أكد أنه فكر في هذا المشروع للتغلب على غلاء الأسعار، وخاصة للطلبة، ورفض فكرة الاستسلام، وقام بعمل عربة لبيع المأكولات السريعة أمام مدخل جامعة المنصورة، معتمدًا على بعض الإمكانيات البسيطة، لمواجهة مصاعب الحياة وتوفير مصدر دخل له.
وأضاف "عبد الحافظ": "بدأت رحلة البحث عن عمل بعد تخرجي من الجامعة، وفي ظل الظروف الصعبة التي تمر بدأت بفكرة مشروع وبدأ تفكيري في مشروع بيع أون لاين وبعدها فكرت في مشروع آخر في المنصورة وجديد مع دخول الجامعات وهو الأكل في الشارع، وكان الاختلاف على الخدمة التي سأقدمها، وبدأت أجرب الأكلات التي أعرفها، وتكون سهلة وسريعة واخترت المنيو بسيط "تونة بالمايونيز والخلطة ومشكل جبن ولانشون، وحلاوة بالعسل والقشطة وحلاوة بالمربى".
وأضاف: "المشروع لم يكن مكلف فكان عبارة عن لوح خشب وتصميم للصندوق وعملت الفكرة وأصبحت صندوق وبفتحه يصبح طاولة وبدأت العمل عليه، ومع أول أسبوعين واجهت صعوبات كبيرة في المشروع ولم أحقق منه أي دخل أو أرباح وكنت أتحمل نفقته من جيبي وبعد فترة اتعرفت وبدأت أشتغل الحمد لله".
وأكد على صعوبة الأمر في البداية، حيث جاء اختياره للمكان وخاصة أن المنطقة بها أفخم المطاعم، ومع مرور الوقت استطعت التغلب على ذلك، وأصبحت معروف ولي زبائني المعروفين، وأعظم إحساس أن تجمع مبلغا آخر اليوم كافحت من أجله طوال اليوم.
وعن اختياره لاسم للمشروع تابع: "أنه شعر أن هذا الاسم يتمثل في شخصيته لأن كلمة التفكير الكثير تعبر عنه لأني دائم التفكير في المستقبل وبدأت أغير في حروفها، والاسم لاقى استحسان كبير من الناس، لدرجة أن عرض عليا أكثر من شخص مشاركتي في افتتاح مطعم لمجرد إن الاسم مميز".
وفى آخر حديثه قدم الشاب مقترح للدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية والدكتور أشرف عبد الباسط رئيس جامعة المنصورة وهي استغلال سور الجامعة لعمل مشاريع للشباب للقضاء على البطالة وفتح مجالات عمل كثيرة للشباب.
وقال أحمد اليماني مندوب اتحاد الطلبة في كلية تجارة جامعة القاهرة: "حضرت لإجراء اختبارات قدرات مع طلاب كويتيين في كلية التربية الرياضية، وخرجت من الجامعة عشان أفطر قابلت الراجل ده وحاجته زي الفل وسعرها رخيص جدًا هو لسه في حاجة بـ5 جنيه ويكفى أنه ملتزم بالإجراءات الاحترازية، والأكل نضيف جدًا".
وتابع أحمد عادل طالب في كلية تجارة إنجليزي الفرقة الثالثة، أنه رأي صور عبد الحافظ على تويتر والفيس بوك وعجبه التريند، وأخذ قرار بتجربته، و"بصراحة عجبني كفاحه وعشان كده حبيت أشجعه".