حوار| رانيا فريد شوقي لـ«مستقبل وطن نيوز»: مفيش فنان في الجيل الحالي يستطيع تجسيد شخصية والدي
أتمنى من الدولة أن تقوم باحتفال شعبي لوالدي في السيدة زينب وسط أهله
الدولة مقصرة في الاهتمام برموزها الفنية.. ولا تستطيع استغلالهم في تقديم رسائلها
مكنتش بستشير والدي في أعمال.. وغضب مني لتقديمي شخصية رقاصة
ياريتني كنت سمعت كلام والدي ومدخلتش مجال الفن
أقدم شخصية "معلمة" في "ضربة معلم" ومحمد رجب صبي تحت إيدي
احتفلت الفنانة رانيا فريد شوقي وشقيقتها المخرجة عبير، ووالدتهما سهير ترك، بمئوية والدهم الفنان الراحل فريد شوقي، في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي البحر المتوسط في دورته الـ36، وتكريمه بوسام فنان الشعب، وتنتظر في الفترة الحالية تقديم مسلسل جديد مع الفنان محمد رجب يحمل اسم "ضربة معلم"، وخلال السطور التالية يحاور «مستقبل وطن نيوز» الفنانة رانيا فريد شوقي للكشف عن كواليس هذا التكريم، وحقيقة تقديم شخصية الدها في عمل درامي، وتفاصيل أعمالها الجديدة:
- بداية.. حدثيني عن الاحتفال بمئوية والدك وتكريمه بوسام لقب "فنان الشعب" من مهرجان الإسكندرية؟
مبسوطة جدًا وخصوصًا بتكريمه بوسام فنان الشعب للمرة الأولى، متوجهة بالشكر لإدارة مهرجان الإسكندرية ورئيسه الناقد الفني أمير أباظة، مشيرة إلى أن هذا اللقب يستحقه فريد شوقي بجدارة؛ لأنه كان حقيقة فنان الشعب وكل الطبقات، مهموم بقضايا الناس والفن، متابعة: ومن بين ألقابه التي لقب بها فتوة الناس الغلابة.
وأنا كنت حريصة على أن تكون مئوية فريد شوقي قيمة ومميزة لأنني لن أحضرها مرة ثانية، فلذلك أحمدالله بأنها بدأت بمهرجان لقصر ثم الإسكندرية وكان هناك العديد من الأشياء الأخرى ولكن للظروف التي تمر بها البلد من كورونا ومناخ لن نستطيع إتمامها بهذه الفترة، متمنية استكمالها في العام المقبل.
- تشعرين بالقلق بسبب فيروس كورونا؟
بالتأكيد قلقة، ولا يوجد أحد لا يشعر بالقلق، والقلق الأكبر يكون على الأسرة والأطفال، لذلك أنا طوال الوقت أحرص على الكحل وارتداء الكمامة متابعة مازحة: كل شوية حد ييجي يتصور يقولك اقلعي الكمامة طيب مانتوا كدا هتودونا في داهية، بس في النهاية مقدرش أزعل الناس، متوجهة بالنصيحة لجمهورها قائلة: هزرنا كتير في البداية بس دلوقتي مينفعش الموضوع دخل في الجد خصوصا مع الموجة التانية.
- خلال كلمتك في ندوة تكريم والدك شعرنا بأنك مستاءة من عدم أخذ حقه.. فهل هذا صحيح؟
لست مستاءة، فهذه كلمة كبيرة، ولكني حزينة لأنني أنا من يجري على الناس وليس العكس، موضحة بأنها وأسرتها قاموا بلجنة مصغرة حتى تحتفل بمئوية فريد شوفي هذا العام، فأين وزارتي الثقافة والإعلام، فمن المفترض هم من يهتموا؛ لأنه قيمة فنية كبيرة، وأكاديمية مع نفسه، ومن وجهة نظري الفن هو القوى الناعمة لأي بلد، ونستطيع أن نوصل من خلاله أي رسائل ونحل الكثير من المشاكل، وتقويم أخلاق الناس أيضًا، وهذا ما فعله والدي فكانت الناس تقول بأنها تربت على جدعنة ابن البلد فريد شوقي.
وتابعت: فريد شوقي مش زي اي حد، أكتر ممثل قدم أفلام في السينما، استطاع من فنه تغيير القوانين، شعبيته كانت كبيرة جدا في افلام الأكشن، ويظل محتفظ بنجوميته حتى الآن.
- هذا يعني أن استيائك بسبب سعيكم أنتم وليس الوزارة؟
بالتأكيد، وهذا الكلام ليس لفريد شوقي فقط، فيخص الكثير من الفنانين رموز السينما المصرية، وحزني هذا يأتي لاطلاعي دائمًا على الغرب ورؤيتهم كيف يتعاملون مع رموزهم الفنية فلابد من تجدد الفكر في مصر ومعرفة كيفية استغلال رموزها بشكل صحيح.
- وما الذي تحلم أو تتمناه رانيا فريد شوقي لوالدها؟
أحلم باحتفال كبير شعبي له في السيدة زينب، مكان مولده، وليس احتفال فني، ووضع شاشة كبيرة تعرض أعماله، وهذا ينطبق على أم كلثوم وعبدالحليم وعبدالوهاب وغيرهم من الرموز الفنية الكبيرة، الذين يمثلون القدوة للشعب، فعلى الدولة أن تنورهم من جديد.
- هل توافقين على أن يجسد حياة والدك فنان من الجيل الحالي؟
ليس لدي أي مانع من تقديم مسيرة والدي في عمل فني، ولكن تقدم بوجه جديد، لأن فنانين الجيل الحالي ستكون مهمة شاقة جدًا عليهم، خصوصًا وأنه عندما يقدم عمل عن فريد شوقي فلابد أن تأتي به منذ أن كان شابًا، فسيكون لابد من وجود وجه جديد وليس لها حل آخر، مؤكدة على أنه لا يوجد أي حد يستطيع تجسيد شخصية والدها من الجيل الحالي؛ لأنه لا يوجد أي أحد بهم لديه كاريزمة فريد شوقي.
- صرحتي خلال الندوة بأن والدي غضب مني بسبب تقديمي شخصية راقصة.. فماذا عن كواليس الأزمة؟
أولًا في هذه النقطة تغلب إحساس الأبوة على الفنان، ففي هذا الفيلم الذي جسدت فيه شخصية راقصة لم أكن أرتدي بدلة رقص عارية فكانت عادية ومقفلة، الشئ الوحيد الظاهر هي الأكتاف، وعلى الرغم من ذلك غضب كثيرًا.
- هل حاول حذف هذه المشاهد أو جعلك تتنازلين عن العمل؟
نهائيًا، ففي الأساس لم أكن استشيره في أعمالي منذ مشاركتي في فيلم "آه وآه من شداد" لأنني كنت أسعى لبناء نفسي ومسيرتي الفنية بنفسي.
- ولماذا كان يرفض دخول التمثيل؟
لأنها مهنة شاقة تسرق العمر والوقت والمجهود، وله حق، وفي الوقت الحالي أقول: ياريتني كنت سمعت كلامه.
- وما هي النصائح الذي كان يقولها لكِ؟
الالتزام، والسمعة، وحب الخير للناس، ومتبصيش وراكي.
- في الماضي كان يحرص الجميع على أخذ الأسرة والذهاب للمسرح.. ماذا تغير في ذلك الآن؟
المحتوى، فالسؤال هنا ماذا يقدم الآن على الساحة الفنية، فالأب أصبح يخاف على أبناءه من المحتوى الذي يقدم عكس زمان، وأعتقد أيضًا بأنه اسلوب حياة كان موجود زمان ولم يعد له وجود، كما أن المسرح لم يعد به فرق، فكان زمان هناك علي الكسار، وإسماعيل ياسين، ونجيب الريحاني، ويوسف وهبة، وفاطمة رشدي، لكن الآن لم يوجد سوى فرقة أواثنين.
- هل من الممكن أن نرى أولاد رانيا يوسف في التمثيل؟
ملك، فتحب التمثيل، ولكن أحلامها هليودية وأمريكا وليست في مصر.
- ما هي الشخصية التي تحلمين بتقديمها؟
أحلم بتقديم شخصية عن معاناة الأم مع الأطفال ذو القدرات الخاصة؛ لأن هذه الأمهات يتعبون كثيرًا في تربية هؤلاء الأطفال، وهم موجودون في مجتمعنا ولابد أن نبرزهم ونوعي الجميع بكيفية التعامل معهم.
- ما السر وراء ابتعادك عن السينما؟
أنا لست مبتعدة ولكن أين فنانين كثر، فلا يوجد سوى 5 أو 10 أشخاص يقدمون أعمال سينمائية؛ بسبب قلة الإنتاج ففي الماضي كان يقدم 60 فيلمًا، حاليًا لا يقدم سوى 20 فيلمًا 5 من بينهم ينتشرون والباقيين لا يعلم أحد عنهم شئ.
هل السبب في تراجع الفنانين عن الإنتاج لأنفسهم؟
الفنانين كانوا ينتجون لأنفسهم؛ لأنهم كانوا لديهم حلم، ولا ينتجون من أجل المال فقط، مؤمنين بصناعة السينما ودور الفن ورسالته، ولكن الجيل الحالي ليس كذلك.
وما الذي تغير في الوسط؟
مبقاش في الروح دي، روح إن الفنان يكون قلبه على الشغلانة وعلى الفن، ويريد تقديم قضايا اجتماعية تخص الناس، فكل ما يقدم الآن أعمال أكشن وكوميدي فقط.
من وجهة نظرك هل ما زالت مصر رقم 1 في صناعة الفن؟
لا، فالفن هو من حبب الناس في مصر، وهو القوى الناعمة لها، ولكن هذا سابقًا، فنحن الآن لسنا رقم 1، فهناك الكثير من الدول التي تخطتنا بكثير، وهذا يتضح في أولادنا وبيوتنا.
من الفنان الذي يفضله أولادك؟
ملك تحب الفنان أحمد الفيشاوي، فريدة لا تهتم كثيرًا بهذه الأمور.
ما رأيك في نجوم السوشيال ميديا؟
هم سمة العصر، فأصبحنا في زمن مختلف يجري كثيرًا، وهناك منهم أشخاص جيدين "يوتيوبر" ولهم مستقبل جيد.
- أخيرًا.. حدثيني عن مسلسلك الجديد "ضربة معلم"؟
أقدم من خلاله شخصية "تباهي" معلمة بنت بلد في منطقة شعبية، لديها مشغل، وفي نفس الوقت هي المسئولة عن شقيقتها وتربيها، وابن عم زوجها يطمع في الورث، فيبتدي من هنا الصراع، ومحمد رجب أحد صبيان المعلمة الذين يشتغلون تحت يدها، والمسلسل مكون من 45 حلقة، ومن المفترض عرضه الشهر الحالي.