21.9 مليار دولار.. الإنفاق الدفاعي البريطاني يسجل ذروة ارتفاعاته منذ الحرب الباردة
أقرت بريطانيا أكبر زيادة منذ انتهاء الحرب الباردة في موازنتها الدفاعية والتي بلغت 5ر16 مليار جنيه استرليني أي ما يعادل 9ر21 مليار دولار أمريكي إضافة إلى موازنة الدفاع التقديرية لبريطانيا والبالغ إجماليها 41 مليار جنيه استرلينى تعادل 2ر2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد البريطاني.
وقال تقرير صادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني: إنها ستكون الزيادة الأعظم في موازنات الانفاق الدفاعي البريطانية على مدى الاعوام الثلاثين الماضية ، فيما اوضح بيان عن وزارة الدفاع البريطانية أن الزيادة ستوجه إلى تحديث منظومات الدفاع البحري وبناء السفن وكذلك مجالات الدفاع الفضائي و الرقمي واستكمال بحوث التطوير و التحديث الخاصة بنظم التسلح البريطانية بما يدعم قدرة القوات المسلحة البريطانية على مباشرة مهامها بكفاءة و احترافية عالية فى المرحلة المقبلة.
وجاءت الزيادة في موازنة الإنفاق الدفاعي التكميلية للعام 2021 وحتى عام 2025 بعد سنوات طويلة من ضغط الانفاق العسكري البريطاني إلى أقصى مستوياته وهو ما أطلق صافرات إنذار خبراء الدفاع البريطانيين محذرين من تداعيات محتملة على القدرة الدفاعية لبريطانيا.
وتنوي بريطانيا خلال الأعوام الأربعة القادمة تعزيز ترسانتها البحرية بعدد 26 فرقاطة و31 مدمرة جديدة متعددة المهام من طراز مدمرات الجيل الرابع يتم بناؤها الآن في اسكوتلاندا.
كما تنوي بريطانيا التوسع في امتلاك سفن البحث والإنقاذ البحري المتقدمة متعددة الأغراض بإجمالي 32 سفينة بدءا من العام المقبل.
وتطمح بريطانيا من خلال زيادة موازنتها الدفاعية للعام القادم فى إنجاز إنشاء "القيادة العسكرية الفضائية للمملكة المتحدة" وهى القيادة التى ستكون بحلول العام 2022 وفق ما هو مخطط لها قادرة على إدارة حروب الصواريخ بعيدة المدى وتنفيذ عمليات اطلاقها من مقرها الجاري تطويره في اسكوتلاندا حاليا، كما سيكون لمنظومات الذكاء الاصطناعي الدفاعية وتطبيقاتها نصيب كبير من موازنة الإنفاق الدفاعي البريطانية للعام 2021 حيث تعهد رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون بالعمل على تطوير استثمارات بريطانيا فى بحوث التكنولوجيا الدفاعية المتطورة وتطبيقاتها.
وسيكون لسلاح المدرعات البريطانى العريق نصيب أيضا من اعتمادات التمويل الاضافية للعام 2021 من خلال برنامج تحديث قدرة المدرعات البريطانية وإحلال المدرعات من الطرازات القديمة عالية الكلفة التشغيلية بأخرى اكثر اعتمادية، وقد تم تخصيص 5ر1 مليار جنيه إسترليني اضافية لدعم برنامج تحديث قدرة المدرعات البريطانية البالغ إجمالي اعتماداته الموازنية الأولية 8ر5 مليار جنيه إسترليني.
وبشكل عام تعمل بريطانيا على تعزيز قدراتها الدفاعية المتكاملة من خلال منهج شامل يزاوج بين أهداف التنمية والأمن والدفاع ومكافحة الإرهاب معا وهو المقترب الذي وصفه المعهد الملكي، بأنه بداية لسياسة دفاعية جديدة لبريطانيا بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.
كما فرضت حروب الفضاء نفسها على اجندة التطوير الدفاعي البريطانية، بعد أن دشنت دول عديدة في العالم في مقدمتها الولايات المتحدة قيادات / حرب فضائية / و / جو – فضائية / ضمن هياكلها الدفاعية، وفى هذا الصدد تعتزم بريطانيا استكمال أول قيادة للحرب الفضائية في تاريخها بحلول نهاية العام 2021 تخضع بعدها للتشغيل التجريبي لمدة عام قبل تدشينها كفرع دفاعي جديد مستحدث للملكة المتحدة تقوم بمهام الاستطلاع الفضائي والتجسس الفضائي وتقديم العون للقوات الجوية البريطانية وتكون جزءا من منظومة الدفاع الاستراتيجي وقيادته التي تتبع رئاسة الأركان العامة في بريطانيا.