عمرو الخياط يكتب| التسلل الإخواني
نشر
في حديثه للمصريين خلال اصطفاف الجيش الأخير الذي استعرضت فيه القوات المسلحة جهودها واستعداداتها لمواجهة وباء كورونا، حذّر الرئيس بصيغة مباشرة من قدرة الإخوان على خداع المصريين على مدار السنوات القليلة القادمة من أجل العودة مرة أخرى، وأكد أن العودة ستكون أكثر سوءًا واستبدادًا من التجربة السالفة.
كلمات الرئيس جاءت في توقيت حاسم طلت فيه رؤوس المرجفين في المدينة الذين تباكوا على فرص ضيعها الإخوان وصولًا إلى حد المطالبة بالإفراج عن بعض مسجونيهم، نحسبهم من أهل الجهل والغفلة بعدما طالبوا الإخوان بإثبات حسن النية حالهم كمن يطالب مواطن إسرائيلي بأن يثبت أنه مصري.
أفكار المرجفين خارج السياق العام لحركة وفكر الدولة المصرية، وإن كانت الظروف قد سمحت لهم بالاقتراب من بعض المساحات الإعلامية أو الرسمية، وحتمًا ستأتي لحظة انكشافهم، بل إن ملاحقتهم ومطاردة كتاباتهم ذات الهوى الإخواني طوعًا أو كرهًا هو واجب وطني وفرض حال.
كلمات الرئيس جاءت في وقت حاسم في مواجهة محاولات إخوانية لاستغلال أزمة وباء كورونا من أجل التسلل للدولة المصرية مرة أخرى منتحلين صفة إنسانية مزيفة، بل ومؤقتة بهدف فتح ثغرة في جسد الأزمة، تمكنهم من انتزاع موطئ قدم في المشهد العام، والعودة هنا ستكون من أجل الانتقام من الشعب المصري الذي كشفهم وعزلهم.
التسلل الإخواني لا يمكن أن يتم من فراغ، بل لابد له من توطئة غالبًا ما تأتي من المرجفين الذين لازالوا لم يتعافوا من الأعراض الانسحابية لاختفاء الإخوان من حياتهم، فتتم عملية التسلل من خلال نوعيات وإفرازات سياسية بشرية من الممكن حصرها في الخيارات التالية:
•الجهلاء والمغفلون الذين يعتقدون أن الإخوان جزء مارق من نسيج الدولة المصرية يمكن دمجه بعد إعادة تأهيله وخضوعه لجرعة تأديب مناسبة.
•الشخصيات غير الإخوانية لكن لها مشغل وكفيل إخواني أو متواصل إخوانيًا ويمارس عليها ضغوط لاستخدام الأدوات التي تتظاهر بأنها غير إخوانية من أجل خدمة مشروع عودة الإخوان، وقد تكون هذه الأدوات حزبية أو صحفية أو حقوقية أو اقتصادية أو نقابية أو مبادرات إنسانية زائفة.
•الخلايا النائمة التي دفعها ثبات الدولة المصرية للكشف عن مكنونها والاستيقاظ من حالة الثبات إلى حالة الحركة حتى لا تغرق الفكرة الإخوانية في عمق مساحات تجاهل وتناسى الدولة المصرية للتنظيم الإخواني البائد.
•العاطلين سياسيًا وإعلاميًا الذين كان تواجد الإخوان يمنحهم مساحات لمراكمة الشهرة والمال جميعهم يعملون بإدراك وبغير إدراك كمحلل أو تيس مستعار لإعادة الإخوان.
لكي نكون أكثر وضوحًا فإن تنظيم الإخوان نفسه يدرك جيدًا أن كيان الدولة الوطنية الذي أعاد ثورة ٣٠ يونيو إنتاجه لا يقبل بتواجد التنظيم الذي حكم على رموزه بالتخابر، والذي لازالت فلوله تُمارس الخيانة المعلنة للدولة المصرية من قواعد ارتكازها في الدوحة وإسطنبول، وعلى ذلك فإن المستخدمين من أجل السماح للإخوان بالعودة هم شركاء ومتورطين في الانقلاب على دولة يونيو، لأن التورط في ذلك يفقد هذه الدولة شرعية نشأتها سياسيًا وقانونيًا، والتي قامت على إجلاء المحتل الإخواني الغاصب الذي كان أداه للاحتلال عن بعد، حيث كان محركه ساعتها في قطر وتركيا ومكتب الإرشاد في لندن.
يبدو أنه منذ البداية لم يفهم البعض حقيقة ثورة ٣٠ يونيو، فظنوا أنه كان هناك صراعًا قانونيًا ما بين الشرعية وعدم الشرعية، وهي في حقيقتها عملية إنقاذ وجودية ما بين الدولة وانعدام وجودها، وفي معسكر الدولة وقف الشعب ومن خلفه القوات المسلحة والشرطة لحماية إرادته وحولهم مؤسسات الدولة التي تعرضت لعملية عبث شديدة في هويتها وهياكلها الإدارية بفعل جريمة الأخونة.
وفِي معسكر اللادولة وقف التنظيم الإخواني مدعومًا بإعلام وأموال أطراف إقليمية ودولية أجنبية ينفذ مخطط تقويض الدولة المصرية تنفيذًا ممنهجًا، والمدهش أن هذا التنظيم مارس التخابر مع قطر وتركيا وحماس وحزب الله والحرس الثوري الإيراني من واقع ملفات القضايا التي حكم فيها، ثم واصل هذا التخابر بعد أن وصل للحكم ليؤكد أنه منهج وعقيدة إخوانيه لا تعترف بالدولة وليس وسيلة لتحقيق هدف الوصول للحكم.
ثم ناتي هنا لمن يدعو لمنح الإخوان فرصة، لنذكره أن هذا التنظيم قد حكم الدولة بالفعل وهي أعظم فرصة حصل عليها منذ نشأته، فلما حكم استغل الفرصة لممارسة الهدم فنفذ مايلي:
- حاصر المحكمة الدستورية العليا.
- حاصر مدينة الإنتاج الإعلامي
- عزل النائب العام بالمخالفة للقانون
- دعا قتلة السادات لاحتفال أكتوبر
- عذب المصريين على أسوار الاتحادية وقتل الحسيني أبوضيف
هذا ماتيسر ذكره من جرائم الإخوان وهم يحكمون.
إلى المرجفين نقول إن منح الإخوان فرصة، ستكون فرصة من أجل القتل.