نبض الوطن بقلم عبدالرازق توفيق| الحرب الشاملة
نشر
تخوض مصر حرباً مقدسة ضد القُبْح والابتذال والإسفاف والفساد.. وتعمل على إعلاء قيمة وشأن الإبداع والجمال والرُقِىّ والشرف.
لا شك أننا أمام مشروع إصلاحى شامل لبناء دولة جديدة.. تنحاز إلى القىم والأخلاقيات والإبداع.. وتلفظ كل ما هو رديء وهابط ومبتذل، إضافة إلى إرساء قواعد منظومة أخلاقىة تعتمد على التسامح والرُقِىّ وتكرىم الكفاح والشرف، ولىس الغَثّ والردىء.
فى العقود السابقة.. انتشرت ملامح منظومة فاسدة ورديئة فى الأخلاقيات والسلوكيات، والجنوح السافر نحو الابتذال والإسفاف، وتدنى الذوق العام.. وعدم تقدير العلم والعلماء والشرفاء، حتى فقدت مصر قواها الناعمة فى ظل مناخ لا يدعو إلى تعظيم المواهب والرُقِىّ والنماذج المضيئة.
دولة 30 يونيو.. تتصدى بحسم وإرادة لكل مظاهر الخلل فى المنظومة الأخلاقية والثقافية، وتسعى جاهدة لاستعادة التوهج المصرى.. وترميم الشخصية المصرية بحالة بناء جديدة، تعيد لها ملامحها الأصلية، خاصة ما يتمتع به المصريون من تسامح وتعايش وذوق رفىع وحضارة.. وقدرة على إبراز المواهب والنماذج القدوة لمجتمع أصيب بفيروس غريب من ميل البعض منا إلى فوضى فى كل شىء.
الدولة المصرية الجديدة.. تعلن بوضوح انحيازها للعلم والعلماء الذين يجاهدون لتغيير ملامح حياتنا إلى الأفضل.. وإثراء الحياة العلمية بمساهمات تستطيع أن تحولنا إلى الأفضل.
دولة 30 ىونىو.. انتصرت لكل من ضحَّى وقدم حىاته وروحه فداءً للوطن.. وأعطى بلا حدود.. فليس هناك أعز من الشهداء، خاصة من أبطال الجيش والشرطة الذين افتدوا الوطن بأرواحهم مقابل أن يعيش هذا الوطن حراً ومتمتعاً بكرامته.. وشموخه وأمنه واستقراره، بل ببقائه ووجوده.. لذلك لا تتأخر الدولة فى كل المناسبات عن إعلان الفخر والاعتزاز والتقدير لما قدموه من أجل مصر، وأىضاً تكرىمهم بشتى الطرق والأساليب لتخليد أسمائهم فى عقل وقلب وذاكرة الوطن.. ولا تتوانى عن تقديم الرعاىة والاهتمام بأبنائهم وأسرهم.
«مصرــ السيسى» أيضاً تنحاز للنماذج التى تعمل وتكافح بشرف من أجل توفير حىاة كريمة.. ورأينا مدى الاهتمام الرئاسى باستقبال النماذج البسيطة المكافحة وتكريمهم.
لم تدخر مصر جهداً فى مكافحة الفساد الذى استشرى فى العقود السابقة.. وتخوض حرباً شرسة ضد المفسدين.. ولا فرق في ذلك بىن وزير وخفىر.. القانون هو سيد الموقف.
مصر أىضاً تحارب الفقر والعوز والمرض، وتوفر الحياة الكريمة اللائقة.. وأىضاً العلاج الناجع لمواطنيها، وتتحمل عن فقرائها تكلفة توفىره.. وتسعى أن توفر لهم المسكن الآدمى بدلاً من العيش فى العشوائيات.
محاربة الابتذال والإسفاف والتدنى وتراجع الذوق العام.. بإفساح المجال أمام المواهب والتصدي الرديء.
مصر تصدَّت بحسم للإرهاب والتطرف والتعصب، ودعت إلى تجدىد الخطاب الدىنى، والثقافى، وترسىخ التسامح والوسطىة والرُقِىّ.. والعدل والمساواة.
لا شك أن محاربة كل ما هو رديء وهابط، تستوجب إيجاد البديل الراقى الذى ينمي الذوق العام، ويثرى الإبداع.. ويعيد مناطق القوة المصرية من جديد.
علىنا أن نبحث عن حلول جذرىة وحاسمة لمواجهة حالة التدنى سواء بإصدار تشرىعات تُجَرِّم الإسفاف وتمنع ظهوره، وأىضاً من خلال أدوات رقابىة فاعلة.
أىضاً لابد من خلق ثقافة مجتمعىة عامة رافضة لكل مظاهر القُبْح والعشوائىة والتدنى والإسفاف.
لابد أن نعظم من تكرىس احترام العلم والعلماء، والنماذج المثل والقدوة.. التى تتمتع بالنزاهة والشرف أمام أجيال جديدة تسير على نفس النهج والثقافة والسلوكيات القويمة.
لقد كنا أمام غزو ثقافى مُمَنْهَج للنيل من الهوية المصرية.. وتغيير ملامحها للأسوأ.. وقد كشفت مؤامرة يناير 2011 أسوأ ما فى أى شعب.. من أخلاقيات وسلوكيات وعُنف، وغياب للوعي.
مصر عازمة ليس فقط على بناء الدولة اقتصادىاً وتنموىاً واجتماعىاً، ولكن أىضاً استعادة أخلاقيات المصريين وقواهم الناعمة، ومنظومة الرُقِىّ والفن الراقى، والغناء الأصيل وليس العبث الذي نسمعه ويلوث الأجواء المصرية ويسيء إلى العودة لدولة ذات حضارة وتاريخ عظيمة من الإبداع والفن الذى رسم ملامح الإبداع في المنطقة.
لابد من تشكيل خلية عمل تتضافر فيها كل مؤسسات الدولة المعنية، ومنظمات المجتمع المدنى الوطنية ورموز الفكر والإبداع والغناء.
لابد أن نُكْثِر من تكريم الفئات المشرفة والمكافحة التي اختارت طريق الشرف والعلم، ولابد أن نطرد من حياتنا كل عناصر الإسفاف والابتذال والتدنى.. وعلينا أىضاً أن نبحث عن استراتيجية متكاملة وشاملة لإيجاد البديل.