3 أعمال في محكمة معارك «الأستاذ» وحيد حامد.. انتصر في اثنين وفيفي عبده خسّرته الثالث

عندما تراه للوهلة الأولى تشعر بهدوئه الذي يبدو عليه، وتنبهر بابتسامته الصافية، ولكن عندما تعرفه جيدًا، تكتشف بأنه مثل "البركان" الملئ بالأفكار المنصهرة التي تنفجر من وقت إلى آخر، اختار أن يكون القلم رفيقه، والورقة هي الساحة التي ينفس من خلال سطورها عن غضبه ويرسم لحظات سعادته، فهو الذي فضح "الجماعة"، وأبدع في "اللعب مع الكبار" وحرص على "كشف المستور"،  وأول من حارب الإرهاب بـ "الإرهابي"، و"الإرهاب والكباب"، وكسر أجنحة "طيور الظلام"، وعبر عن مشاعر "البرئ"، وأجبرنا على الابتسامة "علشان الصورة تطلع حلوة"، فهو "الوحيد" وحيد حامد، الذي رحل عن عالمنا أمس السبت بجسده، تاركًا روحه في أعماله التي ستظل أحد أهم العلامات في تاريخ السينما المصرية.

وحيد حامد، على الرغم من أعماله التي قدمها وتصل إلى أكثر من 85 عملًا بين السينما والدراما والمسرح؛ إلا أنه كان في أعماقه ناقدًا قاسيًا جدًا، يدخل نفسه بعد كل عمل كان يقدمه في محكمة هو "الخصم والحكم" فيها، و3 أعمال في مسيرة وحيد طرحوا في عام واحد 1991، كادوا أن يخسروا "حامد" القضية لأول مرة أمام النقاد، وهم: "مسجل خطر"، و"المساطيل"، و"نور العيون"، إلا أن أوراقه ومستنداته غلبت في النهاية.

"مسجل خطر"، يدور حول "سيد كباكا" الفنان عادل إمام، الذي يتعرف على شخصين في السجن، وهما بدر سليم القواد، ومصطفى أبو العز الذي اعترف كذبًا بارتكابه جريمة سرقة قام بها شركاء له من اجل الحصول على المال لعلاج زوجته، حقق نجاحًا جماهيريًا وقت عرضه، خصوصًا بعد عرضه في أكاديمية الفنون ونال تصفيقًا كبيرًا، ولكنه وضع أمام النقاد سؤالًا، لماذا يقدم وحيد وعادل إمام هذه النوعية من الأعمال التي قدمت كثيرًا في هذه الفترة، وكان بالنسبة لهم لم يقدموا أي جديد، ليأتي هنا رد الأستاذ وحيد حامد:

فقال السيناريست الراحل وحيد حامد ردًا على أسألة النقاد والصحفيين من خلال تصريحات صحفية قديمة له: "قدمت الجديد في هذا الفيلم، وهو كيف يمكن للبراءة أن تطهر مشاعر القوة والإجرام".

وفيما يخص "المساطيل" الذي تدور أحداثه حول مجموعة من الشباب الضائع "ليلى علوي، وحسن حسني، ونجاح الموجي، ومحمود حميدة"، يلتقون في جلسات لتعاطي المخدرات، لكل منهم قصة، ولكنهم يشتركون في حدث واحد، وهو جريمة قتل أحد أصدقائهم، ليخرجوا النقاد وينهالوا عليه بالتساؤلات مرة أخرى: "لماذا يقدم وحيد حامد فيلم تجاوزه الزمن والواقع؟"، ليخرج هو بأرواقه من جديد ويرد:

ورد وحيد حامد على هذا السؤال من خلال أحد لقاءاته الصحفية وقتها، قائلًا: "بعد 10 سنوات سوف يكتشف الجميع قيمة هذا الفيلم خصوصا وأنني أعتبره من أفضل الأعمال التي قدمتها"، ومن شاهد هذا الفيلم، فسيجد بأننا نعيش في الفترة الحالية هذا الواقع بحياتنا.

أما عن "نور العيون" الذي قدم فيه الفنانة فيفي عبده بشخصية "نور" ابنة "حسونة" الفنان محمد أبو حشيش، التي تخفيها والدتها عن العيون، لتجد نفسها بعد وفاة والدتها نفسها وحيدة تسعى فقط للانتقام من دعبس، الذي قتل والدتها، وتتزوج من ابن عمها محسن الذي يحاول دفعها للرذيلة، ويتسبب في إدخالها السجن ظلمًا فى قضية دعارة وبعد انتهاء مدة عقوبتها تحصل على الطلاق، تقرر العمل فى مصنع "دعبس" لكي تنتقم منه، أجمع النقاد وقتها على أن هذا العمل مجرد صفقة تم تسخيرها لتقديم فيفي عبده، وهي من دفعت ثمنه، حتى جاء رد السيناريست الراحل عليهم، ولكنه كان ضعيفا هذه المرة:

في البداية نفى وحيد حامد دخوله في أي صفقة بهذا الفيلم، مشيرًا إلى أنه إذا كانت هناك أي صفقة فهي بعيدة عنه تمامًا، متابعًا: "قد يكون الفيلم صفقة، وجميع من شاهده قال لي بالفعل بحثنا عن وحيد حامد بداخله ولم نجدك، وأنا أعترف بأنني لم أكن موجودًا بهذا الفيلم، ناسبًا العمل كله للمخرج حسين كمال.

وأضاف: "أنا لا أتبرأ من الفيلم، وأنا مشارك بقدر مسؤوليتي ككاتب للسيناريو؛ ولأن السينما فن جماعي فأنا لست المتحكم في الفيلم، وهنا يجب أن أضع النقط فوق الحروف وأوضح الحقيقة، متابعًا: "بعد أن انتهيت من كتابة سيناريو نور العيون في 1983 انتهيت علاقتي به تمامًا، وعندما أرادوا تنفيذه في عام 1990 طلبت من المخرج حسين كمال أن يعاد النظر في السيناريو والألحان وكل ما يخص الفيلم، فرفض وأصر على أن هذا السيناريو من أفضل ما كتب للسينما، فوافقت على عرضه.