الفن والواقع وجهان لعملة واحد.. هكذ طاردت الشرطة المصرية «بلطجية» السينما
السينما مرآة تعكس المجتمع الذي نعيش فيه، والشرطة المصرية جزء لا يجتزئ من هذا المجتمع، الذي يربطه تاريخ طويل من الأعمال الفنية، إذ تعد أحد ركائزها الأساسية في أغلب أعمالها التي تأتي تحت إطار صراع الخير مع الشر، استند صناعها إلى ببطولات حقيقية لرجال الشرطة بنماذج مختلفة، بدايةً من تجسيد "عسكري الدرك"، الذي كان يحمي الأحياء قديمًا ساهرا طيلة الليل يصيح بصوت قوي "مين هناك؟" ليبعث الطمأنينة في نفوس السكان والرعب في قلوب اللصوص، حتى رجال الشرطة الذين يتصدون لظاهرة الإرهاب ويقدمون أرواحهم فداءً للوطن، وبمناسبة الذكرى الـ 69 للاحتفال بعيد الشرطة المصرية، نرصد إليكم خلال السطور التالية كيف كانت جهود الشرطة في أعين السينما وصناعها على مدار تاريخها:
القبض على أخطر امرأتين
قدمت السينما المصرية فيلم "ريا وسكينة" عام 1952، والذي خاض بطولته أنور وجدي وزوزو حمدي الحكيم ونجمة إبراهيم، ورصد من خلاله دور رجال الشرطة في القبض على أخطر عصابة تقودها امرأتان؛ تسببان في اختفاء الكثير من السيدات بالإسكندرية، وتسلل الرعب في قلوب الجميع، والفيلم من تأليف لطفي عثمان، وإخراج صلاح أبو سيف.
إنقاذ حياة مواطن من سم قاتل
وفي عام 1954 طرح فيلم "حياة أو موت" بطولة كل من الفنانين يوسف وهبي وعماد حمدي، والذي تدور أحداثه حول رجل فقير يصاب بأزمة قلبية فيرسل ابنته للحصول على الدواء، ولكن يكتشف الصيدلي تسببه بالخطأ في تركيب الدواء ليصبح سم قاتل، فيحاول بمساعدة الشرطة بالبحث عن الرجل وإنقاذه قبل تناول الدواء، وهو من تأليف علي الزرقاني، وإخراج كمال الشيخ.
صراع الشرطة مع عصابات التهريب
وقدم المخرج عز الدين ذو الفقار والكاتب يوسف جوهر، في عام 1959 عملًا سينمائيًا يجسدوا من خلاله صراع الشرطة مع عصابات التهرب، ودهائهم في الإيقاع بهم، تحت عنوان "الرجل الثاني"، والذي خاض بطولته الفنان رشدي أباظة، والفنان صلاح ذو الفقار.
الإيقاع بأخطر عصابات المخدرات
بخطة ذكية والتنكر في شخصية "سفروت" مريض بالصرع، استطاع الفنان أحمد زكي في 1980 من تجسيد شخصية الضابط في فيلم "الباطنية" الذي يدور حول تجار المخدرات ودهاء قوات الشرطة وتخطيطاتها بالإيقاع بهم من خلال ذرع ضابط بداخلها والتقرب منهم، وشارك في الفيلم الفنانين نادية الجندي، وفريد شوقي، محمود ياسين، وفاروق الفيشاوي، وهو من تأليف إسماعيل ولي الدين، وإخراج حسام الدين مصطفى.
مطاردة اللصوص والعصابات الخطيرة والوقوف بجانب المظلوم
3 أعمال قدمهم الفنان الراحل فاروق الفيشاوي جسد خلالهم شخصية الضابط بنمازج مختلفة، الأول فيلم "المشبوه" 1981، والذي قدم خلاله دور الضابط الذي يطارد الفنان عادل إمام، اللص الذي سرق منه مسدسه، حتى يعثر عليه ويسجنه ثم يتعاطف معه ويساعده في القبض على العصابة التي تريد قتله، والثاني فيلم "حنفي الأبهة" 1990، والذي شارك فيه مع الفنان عادل إمام أيضًا، من خلال شخصية ضابط يسعى لأداء واجبه في القبض على أفراد عصابة خطيرة بمساعدة أحد أفرادها المنقلب عليهم، ثالثًا فيلم "التحويلة" 1996، الذي يعمل فيه على الدفاع عن سجين مظلوم، ويحاول مساعدته للحصول على براءته.
رفض الإغراءات
وفي فيلم "أهل القمة" الذي طرح عام 1981، جسد الفنان القدير عزت العلايلي دور الضابط "محمد فوزي" الذي يواجه الفساد والانحراف، على الرغم من دخوله في علاقة نسب مع مهرب بضائع من الجمارك، ويظل على موقفه ولا يقبل الدخول معه في جرائمه رغم تعرضه لظروف اجتماعية صعبة، وساعد على القبض عليه.
التحريات بالتنكر والخداع
وفي عام 1987 قدم الفنان عادل إمام شخصية الرائد وحيد في فيلم "النمر والأنثى"، الذي يدور حول تكليف الضابط وحيد بانتحال شخصية للدخول وسط عصابة أكبر تجار مخدرات، ويستعين بفتاة الليل التائبة نعيمة، لتنتحل شخصية ابنة التاجر المختفية منذ فترة طويلة، ليصدقهم التاجر ويجعلهم يقيموا بمنزله، قبل أن تكتشف شقيقته، حقيقة وحيد ونعيمة، لينتهي بالقبض عليهم.
التضحية
وفي نفس العام 1987، قدم الفنان نور الشريف شخصية الضابط الذي يضحى بحياته وزوجته من أجل أداء واجبه في فيلم "الوحل"، بالقبض على أكثر من عصابة لتهريب المخدرات والذين حاولوا الانتقام منه في زوجته؛ التي تتحول لمدمنة مخدرات.
تتبع الأدلة بكفاءت
وقدم الفنان حسين فهمي شخصية الضابط "معتصم الألفي" الذي يعتمد على أدلة ليست منطقية مبينة على أحلام "حسن بهلول" الفنان عادل إمام، في فيلم "اللعب مع الكبار" 1991، ليتعاونا سويًا بهدف الحرص على أمن الوطن، وبالفعل يكشفوا عن عدة جرائم، ويوقفوها قبل حدوثها.
الشهادة من أجل تحقيق العدالة
وفي نفس العام برع "الرائد سالم زيدان" الفنان عبد العزيز مخيون، بترك بصمة كبيرة في فيلم "الهروب" الذي خاذ بطولته الفنان أحمد زكي، من خلال دور ضابط الشرطة الصعيدي، والذي يقدم طول الوقت مواقف إنسانية حتى يدفع حياته ثمنا في النهاية لهذه المواقف البطولية.
التصدي للجماعات الإرهابية
في 1993، جسدت السينما المصرية تضحيات الشرطة المصرية في حربها مع الجماعات الإرهابية، من خلال فيلم "الإرهابي" الذي قام ببطولته الفنان عادل إمام، وكتبه لينين الرملي، وأخرجه نادر جلال، ليجسدوا من خلاله تضحيات رجال الشرطة في مواجهة الإرهابيين بداية التسعينيات، حيث وصل الأمر لقتل الضباط في الشوارع أمام المارة وعلى الطرق، وهو ما قوبل بالهجوم ومطاردة الشرطة للإرهابيين في كل مكان حتى قضوا عليهم.
كما لم تغفل السينما وصناعها يومًا عن هذه الحرب التي ما زالت مستمرة بين الجماعات الإرهابية والشرطة المصرية، فقدمت فيلم "الخلية" للفنان أحمد عز لينضم إلى القائمة، حيث جسد دور ضابط بالقوات الخاصة يخوض رحلة البحث عن خلية إرهابية غاية في الخطورة، خاصة بعد أن تسبب في استشهاد صديق عمره، وينجح في النهاية من الوصول لهم والقضاء عليهم.